الاثنين، 2 يناير 2012

هل أمريكا حكمها إسلامي ؟؟




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,, أما بعد

ما كنت أظن أن مفهوم الحكم الإسلامي سيلتبس على الناس فضلا عن كثير من المنسوبين للعلم والدعوة

تجد بعض الدعاة - هداهم الله - وأتباعهم يثنون على حزب يحكم بالعلمانية وينسبونه للإسلام فيقولون - حزب إسلامي - لمجرد أن هذا الحزب ينسب نفسه للإسلام

وإذا نظرت إلى حكمه ( الإسلامي ) وجدت أنه سمح بلبس الحجاب في الأماكن العامة أو سمح بالصلاة في المسجد

لكنه لا يرفع رأسا في إنكار الشرك بالله وفي إنكار المنكرات الظاهرة البينة وفي تحكيم شرع الله

سبحان الله , إذن ما الفرق بين هذا الحزب وبين الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا

في أمريكا يسمحون بالحجاب , بل وبالنقاب , ويسمحون بالمؤتمرات الإسلامية والمحاضرات والندوات والصلاة في المساجد

ولا أبالغ إذا قلت أن أمريكا تتيح حرية للمسلمين داخل أمريكا في نشر عقيدتهم ما لا تتيحه هذه الأحزاب المسماة إسلامية

ما الذي جرى للمسلمين ؟؟

لو أثنى على هذه الأحزاب عوام الناس لقلنا أنهم يجهلون

لكن أن يثني عليهم من ينسب للعلم والدعوة والصلاح , فهذا أمر خطير جدا

أصبح المنهج السياسي الحركي هو الحاكم بغض النظر عن حقيقة الإسلام

فيفرحون لمجرد وصول حزب ( يسمى إسلامي ) إلى الحكم حتى لو حكم بالعلمانية الصريحة

ويقولون ( بعض الشر أهون من بعض )

وهل أمركم الله بهذا ؟؟

ألا تعلم أن الأمم السابقة انحرفت وبدلت دينها بمثل هذه التأويلات الشيطانية ؟؟

هؤلاء لا يدركون أن مثل هذه المواقف سيئة الأثر وخطيرة على المدى البعيد ,, لأنهم ينسبون للإسلام ما ليس منه , حتى تأتي أجيال تستحل صراحة الحكم بغير ما أنزل الله , وتشرعن العلمانية

الله جل ثناؤه يقول ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) الآية

فعدم الإستطاعة على تطبيق الشريعة أو جلها لا يعني أن ننسب هذا الترك إلى الدين , وننسب حكم الحزب الذي لا يطبق الشريعة إلى الإسلام

ونكذب ونوهم الناس أن الإسلام يحكم لأن من يسمونهم إسلاميين وصلوا إلى الحكم

الكفار استطاعوا أن يخدعوا المسلمين بأن أوصلوا أحزاب "إسلامية " إلى الحكم , يحكمون بالعلمانية

فكانت النتيجة أن اطمأن الناس وأثنوا على هذه الأحزاب المسماة " إسلامية " مع أنها تحكم بالعلمانية

بل وأخذ الناس يدافعون عن الحكم العلماني لهذه الأحزاب

كما كان يقول الهالك بورقيبه : تركيا تعلن العلمانية أما أنا فأحكم بالعلمانية وأنسبه إلى الإسلام

من لم يقتنع بكلامي فليرجع إلى خطاب أردوغان في القاهرة

الرجل قالها بصراحة , ودافع عن العلمانية

نفس الشيء في تونس , وسترون هذا في مصر لاحقا

الخلاصة

أرجو أن لا ينسب أي حزب إلى الإسلام إلا إذا طبق الإسلام أو أقر أنه مقصر وأنه لم يطبق الإسلام كما ينبغي لعدم القدرة

أما من يبرر حكمه العلماني بأنه موافق للإسلام فلا تنسبوه للإسلام

أخيرا إليك بعض المصطلحات العلمانية التي يحاول البعض شرعنتها وأسلمتها والإسلام بريء منها بل هي مصادمة للإسلام

الديمقراطية - الحرية - التعددية - المساواة بين الذكر والأنثى -
المساواة بين المسلم والكافر - حرية الفكر - حرية الرأي والتعبير - حرية الإعتقاد - حقوق المواطنَة - الدولة المدنية ( معناها الصحيح هو الدولة العلمانية وإن كذبوا وزيفوا )

كل مصطلح من هذه المصطلحات يحمل خلفه مصادمة صريحة للدين وإن حاول البعض أسلمته بطريقة أو بأخرى

والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق