الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

عبدالعزيز الطريفي قولك هذا هو عقيدة الخوارج


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

 هذا تعقيب على ما قاله الداعية عبدالعزيز الطريفي في تسجيل صوتي (تجده أسفل الصفحة ) حول شرك الطاعة

الطريفي - هداه الله - خالف عقيدة أهل السنة في هذه المسألة حيث جعل كل طاعة شرك سواء للعلماء أو الحكام , ولم يفصل كما هي عقيدة أهل السنة في هذه المسألة

وقال بقول الخوارج الذين جعلوا مطلق الحكم بغير ما أنزل الله كفرا , وجعلوا مطلق الطاعة في ذلك كفرا

واستدل بقول الله تعالى ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [التوبة : 31]

فأخطأ من وجهين

الوجه الأول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله والتشريع ... في الرابط التالي بيان لعقيدة أهل السنة في هذه المسألة


الوجه الثاني مسألة الطاعة إذ جعلها كفرا مطلقا دون تفصيل

وأهل السنة يفصلون ( بخلاف الخوارج ) إذ يفرقون بين من يطيع معتقدا مستحلا وبين من يطيع لهوى وشهوة من غير استحلال أواعتقاد , فيكفرون المستحل بينما لا يكفرون الآخر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 70/7

وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا - حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين:

(أحدهما) : أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا - وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم - فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله؛ مشركا مثل هؤلاء.

و (الثاني) : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال (1) ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص؛ فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إنما الطاعة في المعروف} وقال: {على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية "انتهى





وهنا ما قاله الداعية عبدالعزيز الطريفي



  أخيرا أوصي الجميع بالأخذ عن العلماء الراسخين , قال ابن سيرين رحمه الله : إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم

 وأوصي الدعاة بأن لا يتقدموا بين يدي كبار العلماء وأن لا يخوضوا في مسائل لا يحسنونها فإن العواقب وخيمة في الدنيا والآخرة

ولا يخفى على الجميع كيف أدى مثل هذا الطرح المتعسف المنحرف عن سبيل أهل السنة إلى تكفير المسلمين واستحلال دمائهم والخروج على أئمتهم

والله أعلم وأحكم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل




1- في نسخة الكتاب جاء ( بتحريم الحلال وتحليل الحرام ) قد تكون تصحيف من النساخ بحسب ما أشار عدد من أهل العلم

-----------------------------------------------

صحيفة الرؤية السلفية

تويتر @RSLFi

هناك 4 تعليقات:

  1. إن مما يقرره العلماء في الكلام في الأعيان، أن يجمع قوله وما كتب، حتى لا يكون في مكان مجملا في موضع، ومفصلا في موقع آخر، وكانت هذه طريقة العلماء.
    ثم إنكـ لو صدقت في نصحكـ، لماذا لما تتأكد من الشيخ وتتواصل معه حول هذه المسألة، وتتأكد من فهمكـ لقوله؟ ولكن الله بيننا وبينكم.

    وأنت في هذا تدعي أنه انتهج منهج الخوارج، فكأني بكـ وقعت فيما اتهمته، وليتكـ عقلت قبل أن تتكلم.

    يقول الشيخ في أول كلامه: "فمن جعل لأحد من دون الله الحق في أن يَعبد غير الله في هذا التشريع..."
    وأكده في أخر المقطع حين ضرب مثل بني إسرائيل حين ادعوا الإيمان بالله،ولكن لما آتاهم حكم الله ردوه، وطلبوا حكما غير حكم الله، فهذا ما يتكلم عنه الشيخ حفظه الله، ولا يتكلم عن أخذ العلم من العلماء، بل يتكلم عن رفع منزلة أحد من خلق إلى منزلة يحق له فيها أن يشرع ويكون شريكا لله -تعالى الله الواحد القهار-.

    فاتقي الله أي عبد الله
    واكتفي من طريقة التلون، تأخذ من العلماء ما يوفقكـ وتترك غيره، فالشيخ صالح الفوزان حفظه الله حين سئل عن الذي يتكلمون في العلماء والدعاة، أنكر عليهم وأعده من الغيبة، بل لا يجرء أحد منكم من سؤاله عن الأعيان لأنه يعلم غضب الشيخ من هذه الأسئلة، ولما أغلق هذا الباب أمامكم، اعتمدت على الأسئلة العامة، وتنزيلها على الأعيان، افتراء على الشيخ، مع أن هذا خلاف لمنهج السلف، فهم لا يقرون بتنزيل القواعد والفتاوى على الأعيان، لأن دون هذا خرط القتاد. وهنا المقطع مع شدة تحفظي على العنوان، ولكن العبرة بالمحتوى.

    http://www.youtube.com/watch?v=3x_PHTMpaxU&feature=youtube_gdata_player

    وأنكر هذه الطريقة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حين تحدث عن "حزب السلفية" وفرق بين منهج السلف،وحزب السلفية الذي زعم أن انتقاص العلماء دون تتبع وتحري هو منهج السلف.

    وإن كنت صادقا في دعواكـ -وسريرتك إلى الله- فاعلم أن أهل العلم كما قال شيخ الإسلام
    "وأهل العلم المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أعظم الناس قياما بهذه الأصول، لا تأخذ أحدهم في الله لومة لائم، ولا يصدهم عن سبيل الله العظائم؛ بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه، ويتكلم في أحب الناس إليه، عملا بقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَ‌بِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرً‌ا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِ‌ضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرً‌ا ﴿١٣٥﴾}" ابن تيمية - مجموع الفتاوى (1 / 10)
    وحري بكـ أن تبدأ بمن حولكـ ومن تحب، قبل أن تتعدى إلى من تبغض.
    فعين الرضى عن كل عيب كليلة = ولكن عين السخط، تبدي المساويا

    والله من رواء القصد

    ردحذف
    الردود
    1. قولك أن كلامه في مكان مجمل وفي مكان آخر مفصل خطأ

      لأن الحديث في مثل هذه المسائل لا بد من التفصيل فيها , فالإجمال هنا هو عقيدة الخوارج ,

      كمن يقول أن مرتكب الكبيرة كافر ولا يفصل ويقول إن استحلها كفر وإن لم يستحلها لم يكفر , هنا لا يسعه أن يقول أن مرتكب الكبيرة كافر ولا يفصل

      أما قولك أن الشيخ الفوزان عد الرد على المخطىء من الغيبة فهذا من الكذب على الشيخ , الشيخ تكلم عن الغيبة للعوام الذين يتكلمون بلا علم , أما من عنده علم فالشيخ يحثه على الرد , والشيخ نفسه قرظ كتبا في الردود

      وهذا هو منهج أهل السنة في الرد على المخالف والمخطىء

      هداك الله

      حذف
    2. قول الطريفي هذا هو عين قول سيد قطب في الظلال عند كلامه على قوله تعالى " ٱتَّخَذُوٓا۟ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَٰنَهُمْ أَرْبَابًۭا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓا۟ إِلَّا لِيَعْبُدُوٓا۟ إِلَٰهًۭا وَٰحِدًۭا ۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشْرِكُونَ "[ التوبة: ٣١]

      حتى بلغ به التكفير إلى أنه جعل كل من أطاع الكفار حتى لو لبس لباس من تصميم الكفار فهو كافر لأنه أطاعهم

      وهذه المسألة ومسألة الحاكم الجائر هي من المسائل التي يكشف الله بها معتقد الخوارج
      ووصف الطريفي بأنه من الخوارج هذا أمر له أصل في الشرع
      فقد قالت عائشة رضي الله عنهالمن سألت ما بالنا ـ يعني الحائض ـ نقضي الصيام ولا نقضي الصلاة قالت أحرورية أنت

      فالحاصل أن كل من خرج باستحسانه عن الدليل الشرعي فهو خارجي ولا كرامة فالواجب أن يكون الحماس والتعصب منك أخي القارئ للكتاب والسنة لا للأشخاص والطريفي عفى الله عنا وعنه له من المزالق الكثير مثل هذي وأكثر

      حذف
  2. ماهذاالكيل بالمكيالين؟ فعندما يتكلم العلامة صالح الفوزان أو غيره من العلماء باختصار ترضون واذا تكلم غيره وجب التفصيل.

    ردحذف