الثلاثاء، 3 أبريل 2012

قنبلة من العيار الثقيل يفجرها الموقع الرسمي للثورة التونسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان

أما بعد

أعلن مدير الموقع الرسمي للثورة التونسية على "فيس بوك" والذي يضم ما يزيد عن تسعمائة ألف متابع 

أعلن عن توبته و ندمه على ما قاموا به من ثورة بعد أن تبين له أن هذه الثورات مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في سبل الإصلاح وفي التعامل مع الحكام , وبعد أن رأى الآثار السلبية والمصائب التي نتجت عن هذه الثورات



وهذا نص الرسالة كاملة

اريد ان اصارحكم بما في قلبي والله شاهد على ما اقول ... لا تسبوني ولا تشتموني لان كلامي هذا مر و لن يعجب معظمكم ولكنني قررت ان اصارحكم به لانه الحقيقة التي توصلت اليها بعد ان تفقهت قليلا في ديني و بعد ان رايت بعيني ما سوف تسمعونه الان مني:



" لو كنت اعلم بان كل هذه الفتن ستحل بنا ليلا نهارا بعد الثورة لما دعوت الناس للخروج ضد بن علي و لما جعلت هذه الصفحة مساهمة بقوة في الثورة التونسية ... الان تيقنت ان هذا الشعب مع كل الشعوب العربية لا يستحقون الحرية ولا ينفع معهم الا العصا لان نفوسهم مريضة و قبل تغيير حكامهم كان الاولى بهم ان يغيرو انفسهم لان الحاكم ماهو الا فرد من الشعب. فالرسول صلى الله عليه وسلم غير نفوس الناس اولا قبل تغيير الدولة وليس العكس ولكن نحن لم نسر على نهج النبي صلى الله عليه وسلم و غيرنا الدولة قبل ان نغير انفسنا 

ولهذا نحن نعاني اليوم فكل طريق ليس على هدى الله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم يكون مئاله الفشل والخسران و هذا ما جرى لنا اليوم و الايام القادمة سوف تثبت لكم كلامي لكل من يستهزء به او يشك فيه او يطعن فيه



صحيح انني اكره بن علي كما اكره كل الحكام الظلمة و الطغاة الذين مثله فقد كنت منذ صغري اكره الظلم وادافع عن المظلومين بقدر ما اقدر و اقول كلمة الحق و اتحمل عواقبها لان الساكت عن الحق شيطان اخرس و لكن الان ندمت على كل ما فعلته انطلاقا من يوم 17 ديسمبر 2010 لانني لم اكن اعلم ديني جيدا و قد كانت نيتي ان انصر الضعفاء و افضح جرائم بوليس بن علي الذي كان يقتل في الناس العزل و يهتك في اعراض الناس و لكن كان عليا ان اصبر على اذى بن علي و ظلمه مثلما امرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و لكنني للاسف كنت اجهل ديني


فلو كنت على علم بالحديث الذي اوصانا فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى بعدم الخروج على الحاكم الجائر والظالم و الصبر على ظلمه ولو قسم ظهرنا صدقوني لما دعوت الناس للخروج على بن علي بالرغم من كرهي وبغضي له في الله بسبب ما فعله بنا من تضييق ضيقه علينا في الدنيا و في الدين ... ولكني ان اطعته فليس حبا فيه او تقربا منه او مداهنة له او دفاعا عن ظلمه حاشى وكلا بل سمعا و طاعة لما امرنا به الله و رسوله صلى الله عليه وسلم من سمع وطاعة لولي الامر ... 

تمعنو معي جيدا في هذه الاية من القران الكريم و انظرو بماذا امرنا الله تعالى 

قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

و قال الله تعالى {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف128

اما في السنة النبوية فقد اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة للحاكم الجائر و الظالم الغير مهتدي بهديه و الغير مستن بسنته و قلبه مثل قلوب الشياطين حتى لو ضرب ظهورنا و افتك اموالنا 

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه 
قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر . فجاء الله بخير . فنحن فيه . فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال «نَعَمْ» 
قلت : هل من وراء ذلك الشر خير ؟ قال «نَعَمْ» 
قلت : فهل من وراء ذلك الخير شر ؟ قال «نَعَمْ»
قلت : كيف ؟ 
قال «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثمَانِ إِنْسٍ»
قال قلت : كيف أصنع ؟ يا رسول الله ! إن أدركت ذلك ؟ 
قال «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ». 
الراوي:حذيفة بن اليمان 
المحدث: مسلم - 
المصدر:صحيح مسلم- 
الصفحة أو الرقم:1847

وفي الحدِيثِ المُتَّفَقِ عليه قال ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ: « مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا، فَمَاتَ عَلَيْهِ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ».

إلى غيرِ ذلك مِنَ النُّصُوصِ حتّى بلغَ الأمرُ أنْ عَدَّ العلماءُ ذلكَ مِنَ الأُصولِ، فقال شيخُ الإسلامِ (في مجموع الفتاوى، 28/128): "ولهذا أَمَرَ النَّبِيُّ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ بِالصَّبرِ على جَوْرِ الأَئِمَّةِ؛ ونَهَى عنْ قِتَالِهِم ما أَقَامُوا الصَّلاةَ، وَقالَ: «أَدُّوا إلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ وَسَلُوا اللهَ حُقُوقَكُمْ»... ولهذا كانَ مِنْ أُصُولِ أَهلِ السُّنَّةِ والجماعَةِ: لُزُومُ الجَمَاعَةِ، وَتَرْكُ قِتَالِ الأَئِمَّةِ، وتَركُ القِتَالِ فِي الفِتنَةِ".

نعم بن علي حاكم جائر وفاسق و سارق و مجرم و عاصي لله و كل ذلك لدينا فيه برهان ولكنه لم يكن كافرا و ما دام لم يتفوه بكفر بواح لدينا فيه من الله برهان لم يكن علينا الخروج عليه حتى بالمظاهرات السلمية لانها تفتح باب للاندساس و للفوضى و من ثمة سفك الدماء و قتل الابرياء وكان من الافضل لو اننا صبرنا على شره و ترك امره لله فهو المتكفل بتغييره مثلما تكفل بتغيير بورقيبة الجائر من قبله و ضربه بظالم مثله يدعى زين العابدن بن علي
قال الله تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام : 129 ]... 

و حتى لو فرضنا ان الحاكم كافر ... فلا يجوز الخروج عليه الا بتوفر القدرة على ازاحته و استبداله بحاكم مسلم صالح مكانه حفضا للأرواح و البلاد من الفوضى و الخراب و نحن نرى ماحدث في ليبيا و يحدث في سوريا و الواجب ان نتعامل مع الشرع بالعقل و ليس بالعاطفة و الحماسة المفرطة التي تذهب العقول و القاعدة العامة في الاسلام درء المفاسد و جلب المصالح و عليها تجري كل الاحكام و المقاصد فلا يجوز تغيير مفسدة بمفسدة اعظم منها لانها تاتي بسفك الدماء و الخراب والفوضى والفتن للمسلمين و هذا ما فصله لنا علمائنا الربانيين و لا اظن احدا فينا قد فتن بمثل فتنة الامام احمد ابن حنبل رحمه الله مع المعتزلة في فتنةة خلق القران فقد تم تعذيبه شر عذاب في سجن موحش حتى ينطق بان القران مخلوق وليس كلام الله و لكنه ثبت على الحق و لم يطاوع المعتزلة في معتقدهم الباطل و قال ان القران هو كلام الله و ليس بمخلوق و لكن مع كل الاذى الذي لحقه منهم لم يامر اهل السنة والجماعة بالخروج على المعتزلة و حذرهم من مغبة فعل ذلك وهم الذين كانو ينتظرون منه مجرد اشارة حتى يقتلو هؤلاء المعتزلة الضلال شر قتلة ولكن الامام احمد التزم بما ارشدنا به رسولنا الكريم ولم يفتي بالخروج على المعتزلة خوفا من الفتنة ومن سفك دماء الابرياء من المسلمين 

روى الإمامُ الخلّالُ (في كتاب السُّنَّةِ، ح89) بإسنادٍ صَحِيحٍ عن أبي الحارِثِ الصَّائِغِ، أنَّه سألَ إمامَ أهلِ السُّنَّةِ أحمدَ بنَ حنبلٍ في أمرٍ كان حَدَثَ بِبَغدادَ، وَهَمَّ قومٌ بِالخُرُوجِ، فقال أبو الحارِثِ: يا أبا عبدِ الله! ما تَقُولُ في الخُرُوجِ مع هؤلاءِ القَومِ؟.

فأنكَرَ ذلك عليهم، وجَعَلَ يَقُولُ: "سُبحانَ اللهِ! الدِّماءَ الدِّماءَ!، لا أرى ذلك، ولا آمُرُ به، الصَّبرُ على ما نَحنُ فيه خَيرٌ مِنَ الفِتنَةِ؛ يُسفَكُ فيها الدِّماءُ، ويُستَباحُ فيها الأموالُ، ويُنتَهَكُ فيها المَحارِمُ، أما عَلِمتَ ما كان النّاسُ فيه؟". ـ يَعنِي أيّامَ الفِتنَةِ ـ .

قال أبو الحارِثِ: والنّاسُ اليومَ، أليسَ هم في فِتنَةٍ يا أبا عبدِ اللهِ؟.
قال: "وإنْ كان!، فإنّما هي فِتنَةٌ خاصَّةٌ، فإذا وَقَعَ السَّيفُ، عَمَّتِ الفِتنَةُ، وانقَطَعَتِ السُّبُلُ، الصَّبرُ على هذا ويَسلَمُ لك دِينُكَ خيرٌ لك".
وأخرَجَ الخلّالُ عَقِبَهُ (ح90) بإسنادٍ صَحِيحٍ أيضاً، عنْ حَنبَلٍ ـ ابنِ عَمِّ الإمامِ أحمدَ ـ أنَّه قال: في وِلايَةِ الواثِقِ اجتَمَعَ فُقهاءُ بَغدادَ إلى أبي عبدِ اللهِ ... فقالوا: يا أبا عبدِ اللهِ! هذا الأمرُ قد تَفاقَمَ وفَشا ـ يَعنُونَ إظهارَ الواثِقِ لِلقولِ بِخَلقِ القُرآنِ، وغير ذلك ـ.

فقال لهم أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ حنبلٍ: "فما تُرِيدُونَ"؟.
قالوا: أنْ نُشاوِرَك في أنّا لسنا نَرضَى بإمرَتِهِ، ولا سُلطانِهِ.
فناظَرَهم أبو عبدِ الله ساعَةً، وقال لهم: "عليكم بالنُّكرَةِ بِقُلُوبِكم، ولا تَخلَعُوا يداً مِنْ طاعَةٍ، ولا تَشُقُّوا عصا المُسلِمِينَ، ولا تَسفِكُوا دِماءَكم ودِماءَ المُسلِمينَ معكم، انظُرُوا في عاقِبَةِ أمرِكم، واصبِرُوا، حتَّى يَستَرِيحَ بَرٌّ، أو يُستَرَاحَ مِنْ فاجِرٍ".

نعم! لقد تظافَرتِ النَّصُوصُ الصَّحِيحَةُ الصَّرِيحَةُ على وُجُوبِ طاعَةِ مَنْ كانتْ له علينا وِلايةٌ، وعلى عِظَمِ أجْرِ الصَّبرِ على ظُلمِهم وجَورِهم، ومِنْ ذلك:

ما في الصَّحِيحَينِ أنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ قال: «سَتَكُونُ أَثَرَةٌ [أي: حُكَّامٌ يُؤثِرُونَ أنفُسَهُم عَليكُم] وأُمُورٌ تُنكِرُونَها [أي: حُكّامٌ عِندَهم مُنكَراتٌ ومعاصِيٍ شَرعِيَّةٌ]».قالوا: يا رَسُولَ اللهِ! فما تأمُرُنا؟. قال: «تُؤَدُّونَ الحَقَّ الّذِي عَلَيكُمْ، وتَسأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُم». وفي الصَّحِيحَينِ أنَّه ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ قال: «سَتَلقَونَ بَعدِي أَثَرَةً، فاصبِرُوا حَتّى تَلْقَونِي على الحَوضِ».

وقال الإمامُ النَّوَوِيُّ (في شرح مُسلِمٍ، 12/232): "وفِيهِ الحَثُّ على السَّمعِ والطَّاعَةِ، وإنْ كان المُتَوَلِّي ظَالِـماً عَسُوفاً، فَيُعطَى حَقَّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، ولا يُخرَجُ عليه، ولا يُخْلَعُ، بلْ يُتَضَرَّعُ إلى اللهِ تعالى في كَشفِ أذاهُ، ودَفْعِ شَرِّهِ، وإصلاحِهِ".

كذلك لا اظن ان بن علي او مبارك او بشار الاسد و القذافي و صالح اشر و اجرم من الحجاج ابن يوسف فما فعله الحجاج في عهده لا يجرء اللسان على ذكره ومع ذلك لم يخرجو عليه اهل السنة والجماعة و صبرو على اذاه و ظلمه و بطشه و امتثلو الى امر الله ورسوله 

نعم !.. لا شَكَّ أنَّ الأمرَ بالطَّاعَةِ مُقيَّدٌ بـ (المَعرُوفِ)، فلا طاعَةَ لمخلوق في مَعصِيَةٍ الخالق، فقد قال النبيُّ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ». (متّفقٌ عليه).

وهذا مَشهورٌ، لكنَّه قد يَخفى على كثيرٍ مِنَ النَّاسِ أنَّ عدَمَ الطَّاعَةِ في المعصِيَةِ ليس معناهُ تركُ الطَّاعَةِ مُطلقاً، كما قد يتبادَرُ لِلوَهلَةِ الأولى مِنْ قولِهِ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ: «فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ». بل إنَّ الطّاعَةَ فيما سوى المعصِيَةِ يَبقى على أصلِهِ ـ فتنَبّه! ـ، يُبيِّنُ ذلك جَلِيّاً ما رواه الإمامُ مُسلِمٌ في صَحِيحِهِ عنِ النَّبيِّ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ـ أنَّه قال: «أَلَا مَنْ وَلِـيَ عَلَيهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».

وبه يُفهمُ أنَّ المُرادَ هو: ترْكُ طاعتِهِ فيما أَمَرَ مِنْ معصيةٍ لله، وأما ما سواها ـ مِـمّا يأمُرُ ـ فيَبقى على أصلِهِ، وهو لُزُومُ طاعَتِهِ، كما هو ظاهِرٌ مِنْ قولِهِ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ: «وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ». وكذلك مِن حديثِ حذيفةَ المُتقدِّمِ، وغيره كثير.

اذا كانت هذه الانظمه الفاسدة التي ثرنا عليها قد قتلت طوالي ثلاثون عاما او اربعون عام مئات من شعوبهم فالثورات قتلت عشرات الالاف من المسلمين في اقل من عام و الى اليوم حمام الدم لم يتوقف بعد واذا كانو الحكام فاسدين وغير متدينين فالثورات اظهرت علي سطحها الملحدين والعرايا والشواذ ومن يتطاول علي الله و يحلل ما حرمه الله كرموز لها...

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ (في منهاج السنة النبوية، 3/231): "ولهذا كان المشهُورُ مِن مذهَبِ أهلِ السَّنّةِ أنّهم لا يَرَونَ الخُرُوجَ على الأئِمَّةِ، وقِتالِهم بِالسَّيفِ، وإنْ كان فيهم ظُلمٌ، كما دَلَّتْ على ذلك الأحادِيثُ الصَّحِيحَةُ المُستَفِيضَةُ عنِ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسَلّم؛ لأنَّ الفَسادَ في القِتالِ والفِتنَةِ أعظَمُ مِنَ الفسادِ الحاصِلِ بِظُلمِهم بِدونِ قِتالٍ ولا فِتنَةٍ، فلا يُدفَعُ أعَظَمُ الفسادَينِ بالتِزامِ أدناهُما، ولَعلَّهُ لا يَكَادُ يُعرَفُ طائِفَةٌ خَرَجتْ على ذِي سُلطانٍ إلّا وكان في خُرُوجِها مِنَ الفَسادِ ما هو أعظَمُ مِنَ الفَسادِ الّذي أزالَتْهُ"

عفوك يا رب لم اكن اعلم بان حال هذه البلاد لن يتصلح ابدا الا في حالة تغيير ما بانفسنا وليس تغيير حاكمنا الجائر و لم اكن اعلم ايضا بان زين العابدين بن علي ما هو الا نتيجة طبيعية لمجتمعنا الفاسد "كما تكونو يولى عليكم" فالخطء ليس منه بل منا نحن فلو ان نفوسنا كانت نقية و تخشى الله تعالى لولى الله علينا حاكما عادلا يخشى ربه مثلنا فلا يظلمنا ولا يقهرنا فما زين العابدين بن علي اذن الا مرآة لنا و لانفسنا المريضة واخلاقنا الهابطة و طباعنا الانانية و الانتهازية 

بن علي هو بكل معاصيه و فسقه هو في حقيقته النسخة الحقيقية للتونسي العادي في العموم فمن كان فيكم لا يتعامل بالربى و من كان فيكم لا يكذب و من كان فيكم لا يسب و لا يشتم ولا يتكلم في غيبة الناس و لا يستهزء بهم و من كان فينا لا يظلم الناس و من كان فينا لا يغش في معاملاته و من كان فيكم لا يحلف بالكذب و من كان فيكم لا يرشي الناس لقضاء حاجياته و من كان فيكم لا يسرق الدولة و يعتبر سرقتها حلال و من كان فيكم يحترم ابسط اشارات المرور في الشارع ... ومن كان فيكم ينصر الضعفاء و لا يقول اخطى راسي واضرب في عهد بن علي و من كان فيكم يتزكى على ماله ويصلي صلواته الخمسة جماعة وفي وقتها من دون ان يؤخرها قليلا حتى تنتهي مباراة كرة القدم و حتى تنتهي تلك اللقطة المشوقة من المسلسل او الفيلم الذي تتابعونه على شاشة التلفاز الخ ... فاذا كنا نحن الشعب التونسي بمثل هذا الانحطاط الاخلاقي العظيم فكيف تريدون من الله تعالى ان لا يولي علينا شخص مثلنا يحكمنا ثم يظلمنا و يقهرنا مثلما نظلم انفسنا و نظلم بعضنا... صدقوني لو اننا كنا نتقي الله في ديننا و محيانا ونحب الخير للناس ولا نغش و لا نكذب و لا نسرق الخ لكان الله تعالى قد رفق بنا و ولى علينا حاكما طيبا و عادلا مثلنا ينصفنا و لا يظلمنا 

كما وأُذَكِّرُ مَنْ يَستَعجِلُونَ النَّتائِجَ، ويَظُنُّونَ أنَّ مُشكَلَتَنا اليومَ مَحصُورَةٌ في الحُكّامِ، بأنَّ: (العَرَضَ يَزُولُ بِزَوالِ المَرَضِ)، نعم! فإنَّ ظُلمَ السُّلطانِ ما هو إلا عَرَضٌ ـ حالُه كحالِ تسلُّطِ الأعداءِ على الأمَّةِ، وتَفشِّي العداوةِ والبغضاءِ بين المسلمينَ ـ كلُّها أعراضٌ ظَهَرتْ عن مرضٍ في النّاسِ، ألا وهو بُعدُهُم عنِ الكتابِ والسُّنّةِ، ونقضُهُم لِعهدِ اللهِ وعهْدِ رسولِهِ، وكثرةُ الغشِّ، وأكلُ المالِ بالباطلِ بينهم، وتأمَّلْ قولَ النَّبيِّ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ـ: «..خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:

الأولى: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، 
الثانيـة: لَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ المَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، 
الثالثـة: لَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، 
الرابعة : وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، 
الخامسة: مَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِـمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ». (صحيحٌ، رواه ابن ماجه، والحاكمُ).

حديثٌ عظيمٌ مُعجِزٌ، الشَّاهِدُ منه: أنَّ العلاجَ الحقيقيَّ إنَّما هو علاجُ المَرَضِ الّذي دبَّ في النَّاسِ اليومَ مِنْ تركِهم للكِتابِ والسُّنّةِ؛ فبزوالِ الأمراضِ تَزُولُ الأعراضُ.
هذا هو المنهَجُ الّذي تلقَّيناهُ مِنَ الوَحيينِ، وَوَجَدْناهُ في كلامِ كِبارِ الأئِمَّةِ والعُلماءِ الرّاسِخينَ، أمّا ما نراهُ اليومَ هنا وهناك مِنْ غوغائِيّةٍ وتِلقائِيّةٍ، فليستْ مِنَ الشَّرِيعَةِ في شيءٍ، ومَفسَدَتُها أعظَمُ مِنْ مَفسَدَةِ ما عليه الحُكّامُ مِنْ ظُلمٍ أو فسادٍ.

نعم بن علي بالرغم من ظلمه وجوره فهو ارحم من الحرية التي كسبناها من هذه الثورة و التي اصبحت نقمة علينا وراينا فيها العجب العجاب من اعداء الدين و من الرويبضات و المبتدعين و الجهلة و السفهاء و المرضى و الانتهازيين ... ماذا ربحنا من هذه الثورات غير سفك الدماء و الفتن و خراب البيوت و غلاء المعيشة و كثرة السرقة و ازدياد البطالة و الفوضى و انعدام الامن و الاعتداء العلني على المقدسات الدينية و الانحطاط الاخلاقي و التنابز بالالقاب و الاتهامات الباطلة ... لم اكن اعلم بان الثورة سيركب عليها الانتهازيين و الجبناء و سوف يقطف ثمارها انذال القوم

لقد ندمت لقد ندمت لقد ندمت على ما فعلته عن جهل و ان حزني كبير و همي عظيم على هذا الحال الذي وصلنا اليه اليوم ... انظرو كيف جنت ثورتنا على بقية الدول العربية انظرو كم من مسلم ومسلمة قتلو في بلادنا تونس اولا ثم مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و غيرهم كما اذكركم جميعا بان الجزائر قتل فيها طوال عشرية سوداء من فترة التسعينات اكثر من 250 الف مسلم ومسلمة جراء فتنة كبيرة و لهذا لم تقم اليوم ثورة في الجزائر بالرغم من فساد نظام الجينيرالات الذي يحكم هناك فالجزائريون ذاقو ذرعا من كوارث وخراب الثورات حين انعدم امنهم و ازهقت ارواحهم. فحياتهم و امنهم اليوم اغلى عندهم من الثورة التي قسمتهم الى مسلمين و كفار و سفكت دمائهم بغير حق

ويحنا ثم ويحنا كيف لا نعلم ان قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر ، ويعظم الجرم ويشتد الإثم حين تكون هذه النفس نفسا مؤمنة ، فلا شك أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله -تعالى- من حرمة الكعبة بل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم !!

لقد مات العشرات من الالاف من المسلمين في هذه الثورات التي سموها بالربيع العربي و هي والله ماهي الا صقيع عربي ... هاهي ليبيا اليوم تنقسم و تتفتت وهاهو جنوب اليمن ينتفض و يعلن العصيان المدني مطالبا بالاستقلال عن اليمن الشمالية و هاهي مصر تعاني من الفتن و الفوضى و هاهي سوريا مهددة بحرب اهلية طويلة المدى لا يعلم اثرها على الامة الا الله تعالى و من ثم ربما يتم تقسيمها الى اجزاء فيكون العدو الصهيوني هو الفائز في كل هذه الفوضى المسماة بثورات الربيع العربي... نحن نتصارع فيما بيننا و نتفتت و اعداء الامة يتمتعون بفرقتنا و يخططون لمزيد تقسيمنا و يضحكون علينا و على جهلنا ... صدقت يا رسول الله حين حذرتنا من مغبة الخروج على ولي امرنا الجائر والظالم و حين قلت لنا اصبرو على ظلمه ولو قسم ظهوركم ولكننا تعجلنا و لم نصبر لاننا جهلة بديننا و ها نحن اليوم نعاني من جراء ما اقترفته ايدينا

اعداء الامة سوف ينهشون لحومنا فنحن الان لا نملك لا حول ولا قوة ما دام الداء من داخلنا و ما دامت نفوسنا مريضة و غير مطهرة فوالله ان حالنا سوف يكون من الاسوء الى الاسوء مادمنا على هذه الحال 

ارجو من الله الغفور الرحيم ان يغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم و الاموات ذنوبنا هذه و ان يرحمنا و يرحم جميع المسلمين الذين قضو حتفهم في هذه الفتن العظيمة كما ارجو من الله تعالى ان يحفظنا و ينجينا من هذه الفتن ما ظهر منها و ما بطن لانها لا ترحم صغيرا و لا كبيرا الا من رحم ربي

اذكركم و نفسي بهذه الاية الكريمة التي تمثل حبل النجاة لنا في كل الاوقات و في كل الازمان و من دونها سوف نضيع و سوف نشقى و سوف نكون من الخاسرين مثلما نحن الان 

قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "

و اختم بهذه الاية الكريمة التي يحثنا الله تعالى فيها بعدم التفرق شيعا ولا احزابا وبالاعتصام بحبله 

قال تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "

اعذروني على الاطالة و على الصدمة التي صدمتكم بها اصدقائي الثوار
اعلم جيدا بانني قد خيبت ضنكم بكلامي هذا و لكنني ما قلت هذا الكلام الا بعد ان تؤكدت من انه هو الحق الذي غاب عني ايام الثورة و قبلها و ها انا اليوم اعلن امام الجميع توبتي لله تعالى عما اقترفته يداي و اعبر امام كل الناس عن شديد ندمي على كل ما حدث و اسئل الله تعالى ان يغفر لي ولجميع المسلمين الذين قضو في هذه الفتنة و ان يخرجنا سالمين من كل هذه الفتن و ان يغفر لنا و لمن سبقونا باحسان و الحمد لله على كل حال 

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته 

▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
'̿'\̵͇̿̿\з= © Admin 1 © =ε/̵͇̿̿/'̿'̿ ̿✫
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
لمتابعة اخر اخبار تونس انضم الى صفحتنا
التي تضم اكثر من 900 الف تونسي وتونسية بانتظارك
و شارك معنا في كل المواضيع الهامة و الحساسة
التي تخص بلدنا تونس و التي لا يجرء الاعلام البنفسجي
على طرحها او الخوض فيها ... للالتحاق بنا اضغط هنا
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
http://www.facebook.com/touwenssa ✫ ✫ ✫ ✫ ✫
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
► Tunisia _ تونس _ Tunisie ✫ ✫ ✫ ✫ ✫ ✫ ✫ ✫ 

الرابط

http://www.facebook.com/touwenssa

=============

صحيفة الرؤية السلفية على تويتر

https://twitter.com/rslfi

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    تقصدون هذا الحساب؟
    https://www.facebook.com/Tn.Revolution.2011
    صاحبه شخص متحامل جدا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وندمه على الثورة ربما انما لان الاخوان "الاسلاميين" امسكوا بزمام الحكم فهو والله أعلم يكرههم وينسبهم إلى الوهابية ولا يبدو أبدا أنه ندم بسبب الموقف الشرعي الصحيح من الثورات ..راجعوا حسابه إن كان هو الحساب المقصود طبعا
    نسأل الله الهداية !

    ردحذف
  2. السّلام عليكم,
    كفاك مداهنة و تزويرا فإنّ عليك رقيب عتيد و الله بكلّ شيء خبير يا safa7at26
    فإن هذا هو الرّابط الحقيقي للصفحة https://ar-ar.facebook.com/touwenssa
    و فيها 1,038,590‏ إعجاباً و مدير موقعها سلفي على الجادّة نحسبه على خير و الله حسيبه .
    قصم الله ظهور المبدعة أعداء السّنّة

    ردحذف