الثلاثاء، 3 يونيو 2014

حقيقة دعوة ومنهج طارق السويدان ( بالأدلة )



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
لكل منهج وطريقة أصول , وأصل المنهج الليبرالي -العلماني- الذي يقوم عليه هو ( الحرية ) 
حرية الفرد بأن يفعل ما يشاء ويعتقد ما يشاء بما لا يضر الآخرين (زعموا)
هذا المنهج الشيطاني المنحرف أوصل الغرب الى انتشار الإلحاد والسماح بالمحرمات التي يجمع المؤمن والكافر على تحريمها كسب الله عز وجل وكالشذوذ الجنسي والمخدرات الخ..
فما بالك بما حرمه الإسلام
طارق السويدان اعتنق هذا الفكر الليبرالي وأخذ يدعو إلى أصل هذا المنهج وهو ( الحرية )
الى درجة أنه دعا إلى السماح للملاحدة أن يعلنوا اعتراضهم على الله ورسوله
بدأ طارق السويدان برواية قصص الأنبياء والصحابة وقصص من التاريخ الإسلامي في بادىء الأمر , فهذه الطريقة هي الطريقة الأقصر لتكوين قاعدة جماهيرية بين المسلمين
فعوام المسلمين يحبون من يحدثهم عن قدواتهم وأئمتهم
جرى طارق السويدان على هذا النهج إلى أن كون قاعدة جماهيرية ( قاعدة كهشيم تبدده أدنى ريح ) ولم يكن يصرح بدعوته الليبرالية 
إلى أن حانت الفرصة مع ظهور الفضائيات وبدأ بالتدريج في نشر منهجه إلى أن بلغ الذروة مع الثورات العربية فكشف عن قناعه الليبرالي صراحة 
من هم مرجعية طارق السويدان ؟
هل هم علماء المسلمين ؟
لا
بل هو دائما يطعن في علماء المسلمين (علماء السلف والخلف ) لأنهم يشكلون عقبة في طريقه
لأنه كلما حاول نشر باطله جاءه من المسلمين من يشهر في وجهه نقل أو فتوى تنسف ما يدعو له
انظر كيف هي نظرته لعلماء المسلمين وكيف يغرس في الناس العداء والتنفير من العلماء , ثم بعد ذلك تعرف من هم مرجعية طارق السويدان الذين يستقي منهم ليبراليته
شاهد

وهذا رأيه فيما أجمع عليه العلماء وخالفوا فيه منهجه الليبرالي

 فقه المتغلب = فقه أهل السنة والجماعة
فقه التحرر = الليبرالية


قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- :
( قال ابن بطال: أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب)
فتح الباري 13/9


قال الإمام محمد بن عبدالوهاب 
( الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما استقامت الدنيا ) الدرر السنية 7/932
هذا هو رأي طارق السويدان في علماء أهل السنة
وهذا هو رأيه في منهج أهل السنة فيما يخالف منهجه
إذاً من أين أتى بدعوته إلى التحرر ( الليبرالية )

من هم أئمته ومرجعيته في دعوته للتحرر والثورات ؟
 
انظر
هؤلاء هم أئمة طارق السويدان في دعوته للحرية (الليبرالية)
لكنه قد ينقل عن علماء وأئمة المسلمين , نعم , ينقل عنهم ما (يظن) أنه يوافق منهجه كما ترى


هو هنا يظن أن هذا النقل يؤيد (ليبراليته) ولو تأمل لوجد أن هذا النقل ضده تماما وينسف منهجه من أصوله

سأبين لك كيف

الخلاف مع طارق السويدان (وأضرابه) ليس في هل الظلم يوجد أو لا يوجد

بل الخلاف معه حول ما هو الموقف من هذا الظلم ؟ كيف يتصرف المسلمون حياله ؟

جميل جدا 

هو هنا يستشهد بحالة بني اسرائيل مع فرعون
وهذا حجة عليه

ماذا كان موقف موسى عليه السلام وبني اسرائيل أمام هذا الظلم والاستبداد ؟

هل ثاروا ودعوا إلى الحرية (الليبرالية ) ؟ لا

انظر ماذا قال الله عز وجل


( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) [الأعراف : 128]

قال المفسرون :صبروا على طاعة الله وصبروا على ظلم فرعون

موسى عليه السلام الذي هو إمام بني إسرائيل ورسولهم الذي يوحى إليه الحق من السماء أوصاهم بالصبر

فهل  طارق السويدان أعلم من الله بما يصلح للناس ؟
وهل جيفرسون وماديسون وبقية أئمة الضلال الليبرالي والثوري أعلم أم الله ؟

قال تعالى ( قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ) الآية

بنو اسرائيل لم يثوروا , بل صبروا , وأثنى الله عليهم إذ صبروا , وكان عاقبة صبرهم خيرا لهم

قال تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ) [الأعراف : 137]

قال الحسن البصري ( لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم بشيء دعوا الله أوشك الله أن يرفع عنهم، ولكنهم فزعوا إلى السيف فوكلوا إليه والله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم قرأ: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ )
طارق السويدان يدعوكم إلى صراط المغضوب عليهم والضالين , ويريد أن يصدكم عن صراط الله المستقيم

في حديث معاذ رضي الله عنه , قال النبي عليه الصلاة والسلام

( دُعَاةٌ عَلَىَ أَبْوَابِ جَهَنّمَ. مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: "نَعَمْ. قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا. وَيَتَكَلّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا تَرَىَ إنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإمَامَهُمْ" فَقُلْتُ: فَإنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلّهَا. وَلَوْ أَنْ تَعَضّ عَلَىَ أَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتّىَ يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ، وَأَنْتَ عَلَىَ ذَلِكَ ) رواه البخاري ومسلم
والله أعلم وأحكم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله
والحمد لله رب العالمين
============
صحيفة الرؤية السلفية - تويتر
rslfi@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق