الاثنين، 16 سبتمبر 2013

ابن جبرين يحذر من الإنكار العلني على ولاة الأمر ويبين أن هذا منهج الخوارج لا منهج السلف الصالح





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد

هذه فتاوى لفضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين - رحمه الله - من كتابه ( حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )

يؤكد فيها  ما قرره كبار علماء أهل السنة من أن المجاهرة بالإنكار على ولاة الأمر   ليس من منهج السلف الصالح وأنه من عمل الخوارج

ويُبين فيها أن الإنكار على الولاة إنما هو للعلماء وليس كل أحد

=========================

هذا نقل حرفي عن كتاب الشيخ

صفحة 58

وسئل الشيخ -وفقه الله لما يحب ويرضى- : نسمع من بعض العلماء إنكارا للمنكر , وتصحيحا لما أفسد الناس , كما أننا نسمع من بعض العلماء ردودا على هؤلاء , ويقولون : إن هذا خروج على ولي الأمر , وليس من باب إنكار المنكر , وإن هذا ليس من منهج السلف , أي الإنكار علنا فهل الإنكار علنا من منهج السلف ؟

فأجاب: الواجب على الإنسان إذا أنكر على شخص , أن يخصه بالإنكار كبيرا كان أو صغيرا , فيتصل به , ويقول : إنني أنتقد عليك كذا وكذا , وأن هذا أمر منكر , وأنه لا يصح أن يصدر منك , ولا من أحد يدين بالإسلام مثل هذا الأمر , فينصحه سواء فيما بينهما , ولا يشهر بأمره , ولا يقول إن فلانا فعل كذا وكذا.

وهذا الإنكار سرا بين المنكِر وصاحب المنكَر هو الأصل , فالمسلم يستر وينصح , والمنافق يهتك ويفضح

=============

صفحة 128

وسئل فضيلة الشيخ حفظه -الله تعالى- يقع كثير من الناس في أعراض الحكام من جهة , وفي أعراض العلماء من جهة ثانية فما توجيهكم لهؤلاء ؟

فأجاب : هذا لا شك خطأ , فلا يجوز لأحد أن يتتبع العورات , ولا أن يسب أحدا ممن لا يستحق المسبة .

ولا شك أن الحكام تجب طاعتهم, لأن لهم حق الولاية , وحق الإستيلاء , وقد أمر الله بطاعتهم , وكذلك أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو ظهر منهم شيء من الضرر, لقوله -عليه الصلاة والسلام - : اسمع وأطع , وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) ( عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيب )
جعل هذا كمثال .

فعلينا أن نسمع للحكم ونطيع ما داموا يحكمون فينا بشرع -الله تعالى- ولا يجوز أن نسب أحدهم , ولا أن نتتبع عوراتهم , ولا أن نطعن في ولايتهم , مما يؤدي إلى إثارة الأحقاد , ومما يسبب الفوضى , ويوغر عليهم الصدور , وهذا يسبب الفرقة بين المؤمنين , بل نحرص على جمع كلمة الإسلام والمسلمين على الأئمة الذين يقومون بأمره -سبحانه وتعالى - ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ( بطاعتهم وقال : ما لم تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان )

ولا شك أن الأئمة الأولين من أعلام الإسلام حذروا من الخروج على الأئمة والحكام, وذكروا ما في الخروج من الفتن , وحدث في صدر الإسلام من القتل والحبس وتفريق الكلمة بسبب أولئك الذين خلعوا الطاعة وفارقوا الجماعة , وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بالصبر على جور الولاة , وأخبر بأن ( من مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية ) أي من خلع الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية.

=============================

صفحة 130

وسئل -وفقه الله لكل خير- : بعض الناس يملأون المجالس بأحاديث ينتقدون فيها الحكومات والأنظمة فما نصيحتكم ؟

فأجاب: ننصح من يسمعهم أن يحذرهم, فالغالب :
أولا: أنهم يبنون هذا الكلام على ظنون وتوهمات لا حقيقة لها .
ثانيا:هم لا يعرفون الملابسات والأعذار التي قد تحيط بالحكومات ومسؤوليها , وتحملهم على التصرفات التي قد يستنكرها عليهم الأفراد , لأن للحكومة عذرها الذي لو اطلع عليه الناس لعذرهم , لكثرة ما يتوارد عليهم من أمور .

=======================

صفحة 131

وسئل - أدخله الله الجنة - : لكن على فرض صحة هذه العيوب هل هذا منهج مرضٍ شرعا في النصيحة ؟

فأجاب: نعتبر أن النصيحة بدون ذلك , فتحصل بالاتصال بمن صدر منهم الخطأ , وبالخطابات الخاصة السرية , وما أشبه ذلك . ونعتقد أن من أتته نصيحة وتحقق الصواب مع الناصح فعليه أن يقبل منه ويتأثر , ويغير ما وقع فيه من خطأ , أو على الأقل يبدي عذره , ويبين وجهة نظره , فالنصيحة حقيقة هي الاتصال المباشر الخاص , وذكر الانتقاد على ذلك الشخص , ثم ينظر كيفية الجواب , وقد قال بعض السلف: المسلم يستر وينصح , والمنافق يهتك ويفضح .

=======================

صفحة 137

سئل - حفظه الله - : هل الإنكار على ولاة أمور المسلمين يختص بالعلماء ؟ أم واجب على كل مسلم ؟

فأجاب : معلوم أن ولاة الأمور بشر غير معصومين , فيقع منهم الاجتهاد الخاطىء , أو التأويل في فعل أو أمر يكون غيره أحسن منه , فهم بحاجة إلى من ينبههم على هذا الخطأ , وهم يفرحون ويستقبلون ما يرفع لهم من الإرشادات والنصائح ولكن حيث أن الغالب على ولاة الأمور الأهلية والمعرفة وتجربة الأمور , ومعرفة العواقب والنظر في الوقائع , بعين البصيرة , والعمل على ما تقتضيه المصلحة العامة والخاصة , وعلى هذا فلا ينكر عليهم كل أحد , حيث إن في ذلك ما يشعر بنقصهم عن مستوى العامة , ولأن الأفراد قد يتخيلون ما لا يصلح إنكاره , وقد لا يشعرون بالأهداف والمصالح المقصودة .

لذلك على الأفراد مراجعة العلماء وإبداء الملاحظات لديهم , وإقناعهم , ثم العلماء يقومون بوظيفة البيان والنصح لولاة الأمور , ويكون ذلك على وجه النصيحة والمحبة دون إظهار لمعائب , أو تتبع لعثرات , فإن المؤمن يستر وينصح , والمنافق يهتك ويفضح , والله أعلم .

----------------------------------------------

صحيفة الرؤية السلفية - تويتر

@rslfi



هناك تعليقان (2):