الأحد، 26 مايو 2013

ردا على محمد آل الشيخ وتهكمه بالسنة



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

هذا رد على مقال نشره الكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ (في العربية نت ) يبرر فيه رده حديث أبوال الإبل

1- ساق الكاتب ما ظنه أدلة تجيز له رد الحديث , من أقوال بعض الفقهاء بأن بول الإبل نجس , كما تكلم عن رضاع الكبير وأمور أخرى لا علاقة لها من حيث "الحجة" برده أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

2- فإن من لم يأخذ برضاع الكبير لم يرده لهواه , إنما لاعتقاده أن الحديث خاص (بفهم الصحابة لا بفهمك لا بفهم غيرهم ) وهكذا كل من رد حديثا أو جزءا من حديث إنما رده لوجود معارض له من حديث آخر ( ولا يرد إلا بإجماع أو جمهرة من الراسخين في العلم لا برأي أحد )

3- قول الكاتب أن الحديث هو من الإجتهادات الخاصة بالنبي ﷺ هو من الكذب , لأن ما كان من الإجتهادات الخاصة بالنبي بينها النبي بنفسهﷺ  مثل تأبير النخل , وما عدا ذلك فإن كل ما جاء في السنة بعد وفاة النبي ﷺ هو وحي و شرع إلا ما بينه النبيﷺ  أنه ليس وحيا وشرعا , مثل حبه  أكل الدباء ( القرع ) ومثل فتح أزرار قميصه

فلا يجوز لأحد أن يزعم أن شيئا من حديث النبي ﷺ  هو اجتهاد خاص به بعد وفاته ﷺ 

كل ما جاء في السنة أمرنا باتباعه ضمن أقسام التكليف المعلومة

4 - الكاتب أراد أن يدفع عن نفسه التهمة فأستغاث بكل نص من كتب الفقهاء والآثار في رد الحديث

فتارة يأتي بنقل أنه نجس وتارة -يتعالم- ويأتي بحديث آخر ليس فيه أبوال الإبل إنما هو لبنها

مما يؤكد أن الكاتب يبحث عن أي ذريعة أو قشة يتعلق بها

فليس في كل ما نقل من النقولات ما يبرر قوله ( أن شرب أبوال الإبل ينافي الفطرة السليمة )

كل ما نقله الكاتب ليس فيه هذا , مما يؤكد أنه يبحث عن ذريعة وحسب

5- جاء الكاتب بفتوى لابن عثيمين في عدم تسليمه بحديث الجساسة ,

 الشيخ ابن عثيمين لم يرد الحديث لأنه خالف ذوقه , إنما رده لأنه وجد أحاديث أخرى تتعارض مع حديث الجساسة

وبالرغم من ذلك , فلا مستمسك للكاتب بما قاله الإمام ابن عثيمين , فابن عثيمين -رحمه الله - أخطأ وقال بقول لم يأخذه عن السلف - كما صرح هو بذلك - ولم يأخذه من العلماء إلا عن محمد رشيد رضا وهخطأ له -عفا الله عنه- لا يتابع عليه لا هو ولا محمد رشيد رضا

إذن الكاتب حتى في ما أورده من حجج لا يوجد حجة واحدة تسعف ما قاله

6 - نقل الكاتب عن بعض العلماء أن بول الإبل نجس , ثم استنتج من ذلك أن الحديث ضعيف !!

هذه آفة من يتكلم في العلم الشرعي وهو ليس من أهله ,

 الفقهاء الذين قالوا أن أبوال الإبل نجسة (( لم يردوا حديث التداوي بها ))

قال النووي في شرحه على مسلم 154/11

اسْتَدَلَّ أَصْحَابُ مَالِكٍ وَأَحْمَدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ بَوْلَ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَرَوْثَهُ طَاهِرَانِ وَأَجَابَ أَصْحَابُنَا(الشافعية) وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْقَائِلِينَ بِنَجَاسَتِهِمَا بِأَنَّ شُرْبَهُمُ الْأَبْوَالَ كَانَ لِلتَّدَاوِي وَهُوَ جَائِزٌ بِكُلِّ النَّجَاسَاتِ سِوَى الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرَاتِ


7- الكاتب لم يكن صادقا في تبريره , لماذا ؟؟

أولا : لأنه كتب في تويتر أن سيعلن تراجعه إذا خطأه الشيخ الفوزان , والشيخ الفوزان أرسل له رسالة خاصة به يخطئه فيها , ومع ذلك أصر وكذب ونشر مقالة يبرر فيه طامته

ثانيا : لأنه لم يرد حديث أبوال الإبل فقط , بل رد حديث ( وإن ضرب ظهرك ) مما يدل على أنه على طريقة أهل الأهواء لا على طريقة أهل الفقه والحديث ( الذين حاول التذرع بنقولات عنهم )

ولم يبرر في مقاله سبب رده لحديث ( وإن ضرب ظهرك ) لأنه لم يجد قشة يتعلق بها فيما يخص هذا الحديث

ولأنه لو استرسل في بيان حججه الواهية في رد هذا الحديث لوجد نفسه في خندق الخوارج مباشرة

8- الكاتب لم يكتفِ برد الحديثين فقط , بل تهكم بحديث بول الإبل , وجعله في مقارنة مع العلم الحديث ( تنقصا وسخرية ) ومعلوم أن التهكم شيء آخر تماما ( وهو لم يعتذر عنه في مقاله )

9 - سبق أن كتبت لمحمد آل الشيخ أحذره وأنبهه أنه بتهكمه ( هو وأمثاله من الكتاب ) يعارض حتى ما يطالب به دائما من عدم نشر الطائفية ( هكذا يسمونها هم )

فمحمد آل الشيخ يرفض أن يتعرض للشيعة الإمامية بكلمة , بل ويرفض أن يسميهم ( رافضة )

وإذا ذم شيئا في دين الرافضة كان ذلك في مقابل ذم أهل السنة

انظر



بما أنك يا محمد آل الشيخ ضد الطائفية , لماذا لا تعامل أهل السنة الذين يؤمنون بكل ما جاء عن النبيﷺ   كطائفة مختلفة عنك , وتتوقف أنت ومن هم مثلك من الكتاب الليبراليين عن التهكم في دين أهل السنة ؟؟!!

أنت ترفض أن تمس شيئا من دين الرافضة رغم علمك بالطوام التي في دينهم , الطوام والإنحرافات والخرافات التي تؤمن أنها ليست دينا إنما بدعا ابتدعوها وأحاديث وضعوها , وبالرغم من ذلك تتحاشى الكلام فيهم بل وتنكر على من أنكر عليهم


10- سأكون صادقا معك , ومع أمثالك من الكتاب , الصدق معكم الآن خير لكم من أن تواجهوا الحقيقة حين لا ينفع الندم 

 أنتم تقومون بالدور الذي كان يقوم به المنافقون في زمن النبي 

كان المنافقون في المدينة يتهكمون بالنبي ﷺ وأصحابه ولا يتهكمون باليهود والمشركين

وذلك لأنهم في باطنهم يعتقدون أن اليهود والمشركين وأي ملة هم أقرب لهم من المسلمين

لذلك نجدكم تعظمون كل ما يأتي من الغرب ( ويا ويل من يتهكم بالغرب ) ولو علمتم أن الغرب يصنع أدوية من أبوال الخنازير لما عافتها فطركم كما عافت أبوال الإبل

بل أنتم تعتبرون ما في هذه الصورة أمرا مستساغا بل وحضاريا لأنه في نيويورك بينما تأبى نفوسكم حديث ( وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) 



وهنا يرشون وجوههم بالفلفل الحارق ( الولايات المتحدة )



أخيراً أقول : أنت يا محمد آل الشيخ وأمثالك من الكتاب لم تكونوا تعلنون مثل هذا من قبل لأنكم كنتم تخشون الخلق ولا تخشون الخالق

أما وقد فتحت الوسائل وأتيحت فلم تعودوا تخشون أحداً 

فأصبحتم تتهكمون بالوحي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم

والمؤمن لو خُيِّر بين أن يكتب ما تكتبون أو يقذف في نار لاختار الثانية , وذلك لعظم جرم ما تكتبون

يا محمد آل الشيخ , تب إلى الله واستغفره قبل أن تمنع عنك التوبة , فالله أحق أن تخشاه


قال ابن القيم

لكن داء الزندقة والإعراض عما جاءت به الرسل، والتعوض عنه بالإلحاد داء ليس له دواء إلا نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ) زاد المعاد 156/1

والله هو الكفيل بمن تهكم بوحيه - نعوذ بوجهه من عذابه -

قال الله عز وجل

( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)  [المعارج : 42]

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

والحمد لله رب العالمين

--------------------------------------

صحيفة الرؤية السلفية - تويتر
@rslfi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق