الاثنين، 3 سبتمبر 2012

من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

قال الله تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) [الإسراء : 36]


قرأت تغريدات للكاتب محمد آل الشيخ ذكر فيها حديثا احتج به على جواز الإختلاط

هذه صور بعض التغريدات ( دون الإجتزاء من السياق )





قديما قالوا :من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب

فالكاتب فهم الحديث بناءا على ثقافته الصحفية , فظن أن معنى ( عالجت ) أي داويت

وهذا خطأ , فالكلمة ( عالج ) لها أكثر من معنى في لغة العرب ,ولو أن الكاتب كلف نفسه أن يرجع لشروح الحديث أو أحد المعاجم اللغوية لما أدخل نفسه في مثل هذا الحرج


معنى قوله ( عالجت امرأة ) أي تناولت امرأة

قال الإمام النووي في شرحه على مسلم في هذا الحديث ( معنى عالجها : أي تناولها واستمتع بها )

قال ابن منظور في لسان العرب ( عالَج الشيءَ مُعالجة وَعِلَاجًا: زَاوَلَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ
الأَسْلميّ: إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ مِنْهَا )


و قال ابن منظور ( وَفِي حَدِيثِ
سَعْدِ بْنِ عُبادة: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ
أَي أَضربه ) ا.هـ.

فالكلمة لها معاني كثيرة لكن الكاتب ولهوى في نفسه توهم أن كلمة ( عالجت امرأة ) أي داويتها , وبالتالي ظن أنه ظفر بدليل على مشروعية الإختلاط الذي يدندن حوله دائما ثم بنى على هذا الخطأ أفكارا ومشاريع ومنهج حياة

ثم أخذ يسخر من مخالفيه ويرميهم بالجهل كما تشاهد في التغريدات التالية 






على أي حال لا عجب أن نرى مثل هذا الخوض بلا علم في دين الله ما دامت الوسائل متوفرة وباب الكتابة مفتوح للعالم والجاهل والعاقل وغير العاقل والبر والفاجر عبر الانترنت والصحافة وغيرها

لكن ليعلم هؤلاء الخائضون في دين الله بلا علم أنهم لن يسلمون من السؤال يوم الحساب إن لم يتوبوا

 فإن الله عز وجل جعل القول عليه سبحانه بغير علم قرين الشرك

قال سبحانه ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )[الأعراف : 33]

فكيف إذا اقترن القول على الله بغير علم بالدعوة إلى ما يفضي إلى الفساد والفواحش عياذا بالله , لا شك أن هذا على خطر عظيم

لذا أدعو الكاتب محمد آل الشيخ ومن نحا نحوه أن يتوب إلى الله وأن لا يتجاوز أهل العلم عند الحديث في الدين ,, فإن الشيطان يزين للإنسان الشر ويشجعه عليه ثم يتبرأ منه حين لا ينفع الندم

والله أعلم وأحكم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل

صحيفة الرؤية السلفية على تويتر

@RSLFi


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق