السبت، 24 ديسمبر 2011

شاهد هذا الفيديو , واسأل نفسك: هل تحول شعار الإسلام هو الحل إلى العلمانية هي الحل ؟؟








بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

يقول الله تعالى ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة : 2]

الثورات الأخيرة في بعض الدول العربية لم تقص حكاما فقط , بل كشفت عن حقيقة شعارات رددها البعض عن الإسلام وتطبيق الشريعة

لست بحاجة أن أبين حجم شعار ( الإسلام هو الحل ) والمناداة بتطبيق الشريعة عند جماعة الأخوان المسلمين في ثمانين سنة

فهذا المبدأ كان هو صلب خطاب الجماعة

وبعد أن أصبحت مقاليد الأمور في أيديهم ( أو كادت ) غيروا إلى الشعار إلى ( الديمقراطية هي الحل )

شاهد في هذا الفيديو أحد المنتمين لحزب العدالة والتنمية ( الأخواني في المغرب ) وهو يصرح بلا خوف من الله ولا حياء من خلقه أنهم لن يطبقوا شرع الله



على الأقل المفروض أن يراعي شعور المسلمين

أن يراعي مسمى الجماعة التي ينتمي لها حزبه

أما هكذا وبكل بجاحة يقول لن نطبق شرع الله وكأنه شيوعي ماركسي

وهذا عصام العريان عضو جماعة الأخوان في مصر يقول

(( الجماعة لا تسعى لفرض القيم الإسلامية على المصريين، الذين يضمون بينهم أقلية مسيحية قبطية لا يستهان بها. ))

(( الجماعة لا تشارك حزب النور تطلعاته بفرض صارم للشريعة الإسلامية على الحياة الشخصية للمصريين. وقال "نحن نحترم اختيار الناس لدينهم وأسلوب حياتهم". )

وهذا راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الأخواني في تونس يصرح

(( لن نمنع الخمور ولا البكيني , وسنبقي على منع تعدد الزوجات ))

ويقول الغنوشي في موضع آخر عندما سئل عن معاقبة المرتد في الإسلام،

قال (( الناس أحرار في أن يغيروا أديانهم ))



وقال (( إسلام تونس إسلام معتدل.. تعتقدون أن الإسلام يتحدث عن معاقبة الناس. لكن المشكلة ليست معاقبة الناس، بل في درء وقوع الجرائم. نحن نبحث في القرآن والأحاديث النبوية عن أهداف الإسلام، لا عن تفاصيل آيات معينة )) المصدر

انتهى

حاولت أن أجد لهم مخرجا , قلت لنفسي لا تتسرع , لعلهم يريدون التدرج في تطبيق الشرع ( ولو كان الأمر كذلك لأعنتهم وأيدتهم )

لكن وجدت أن حقيقة ما تقوم به جماعة الأخوان المسلمون هو ( علمنة الإسلام )

علمنة الإسلام أي تسويغ منهجهم شرعا , وتصويره أنه هو الإسلام

فالغنوشي على سبيل المثال قال في لقاء تلفزيوني عندما تحدث عن عدم تغييرهم للقانون العلماني في تونس الذي يمنع تعدد الزوجات

قال : أن الزواج بواحدة أفضل ! لا بل واستشهد بالقرآن قائلا ( فواحدة ) !

ثم أن عصام العريان تحدث عن التعددية في الإسلام وقال : أن المذاهب في الإسلام ليست فقط الأحناف والشافعية والحنابلة والمالكية , لا , بل هناك المذهب الشيعي الأثني عشري والمذهب الإباضي !

وبدأوا يروجون أن المقصود الأهم في الإسلام هو الحرية و العدل والتنمية الإقتصادية (
راجع النقل آخر المقال )

فضلا عن تصريحاته , تجد هذا أيضاً في مسميات أحزابهم ( الحرية والعدالة ) ( الحرية والتنمية ) ( النهضة ) ( العدالة والتنمية )

ثم أنهم بدأوا يرددون مصطلح ( الإسلام المعتدل )

ويقصدون بالإسلام المعتدل , الإسلام الذي لا يغضب الغرب ولا أتباعهم في الداخل ( إسلام خالي من الدسم )

من خلال متابعتي لتصريحات الأخوانيين , وجدت أنهم يسوقون لمنهج علماني ليبرالي , وهو إعطاء الحق لمن أراد أن يتعبد أن يتعبد , ومن أرادت أن تتحجب أن تتحجب , وهكذا

وكذلك من أراد أن يشرب الخمر أن يشرب , ومن أراد أن يختلي بعشيقته أن يفعل ( لن نصادر الحريات ! )

أي جعل الإسلام حرية شخصية , لكن لا يفرضون على الناس ما يتعارض مع حريتهم الشخصية

أي بمعنى أوضح أن لا يجعلوا الإسلام نظاما حاكما

وهذه هي العلمانية , هذا هو الطرح الليبرالي

الخطورة في الأمر أنهم يصورون للناس أن فعلهم هذا هو الإسلام

وبالتالي فإنهم بهذا أخطر من العلماني الصريح الذي لا ينسب منهجه وحكمه للإسلام

لا أريد أن يتصور القارىء أنني هنا أقف مع العلماني , والعياذ بالله

لكني أيضاً لست مغفلا أعير عقلي لمن يحكم بالعلمانية باسم الإسلام

المأزق أكبر مما نتصور

والدليل أن الأخوان حقيقة منهجهم علماني , قارن بين موقفهم من العلمانيين وموقفهم من السلفيين

ستجد أنهم مع العلمانيين بردا وسلاما , بينما خطابهم مع السلفيين هو خطاب الضد والتنافر
 
شاهد هنا لقاء مع سلفي وأخواني وانظر كيف يكلم الأخواني السلفي بتعالي , وانظر إلى اختلاف خطاب المذيعين العلمانيين مع الضيف السلفي والضيف الأخواني



خلاف الأخوان مع بعض الأحزاب العلمانية هو خلاف سياسي , خلاف على رفض تلك الأحزاب على مبدأ مشاركتهم السياسية , لأن تلك الأحزاب هي أحزاب علمانية راديكالية ( متشددة ) يسارية أو نصرانية ترفض مبدأ وجود الأخوان المسلمين في العمل السياسي

قارن بين خطاب الأخوان وخطاب أي فريق علماني , لن تجد فارقا إلا في الشعار
( المرجعية الإسلامية ) الذي فرغوه من مضمونه

ثم انظر إلى موقف الإدارة الأمريكية من الأخوان بعد الثورات لتعرف كم هم مطمئنون لوصول الأخوان للحكم , ولتعلم أن وراء الأكمة ما وراءها

حيث وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر تصريحات مسئولين بجماعة الإخوان المسلمين بأن الجماعة لا ترغب في تشكيل تكتل واحد مع السلفيين بأنها أمر مشجع !

وكذلك ما صرحت به هيلاري كلنتون من استعداد أمريكا للتعاون مع جماعة الأخوان في مصر

وأيضاً ما صرحت به هيلاري كلينتون حيث قالت : أن الغنوشي واحد من أهم مفكري الاعتدال الإسلامي في تونس , ويؤيد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان بكل قوة

أمريكا تهدف من دعم الأخوان تريد ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد

1 - إخماد التطرف الإسلامي ( من وجهة نظرهم )

2 - الإبقاء على الحكم العلماني من خلال دعم جماعة الأخوان الذي لا يهمه إلا الوصول إلى الحكم

3 - إيهام المسلمين في تلك الدول أنهم يحكمون أنفسهم ( بالإسلام ) لمجرد وصول أحزاب تدعي أنها إسلامية


ما نراه أمامنا في المنطقة الآن هو عين ما روجت له كونداليزا رايس ( الشرق الأوسط الجديد ) وهو عين ما أوصت به مؤسسة راند الأمريكية ( التعاون مع التيار الإسلامي المعتدل )

وأنا كنت ولا زلت على قناعة أن هذه الثورات أمريكية ( وعندي حيثيات وأدلة كثيرة )

وما نراه الآن ما هو إلا بعض ثمار مشروع أمريكي ( يهودي ) أكبر من أن يستوعبه البسطاء من الشعوب الذين استغفلتهم قناة الجزيرة ودغدغت عواطفهم وسيرتهم كالقطعان , وأقنعتهم أنهم وصلوا إلى الماء العذب بعد سنوات من الظمأ , وهم في الحقيقة لم يصلوا إلا إلى سراب يحسبه الظمآن ماءا .

وفجأة انتبه الغرب إلى تميز العرب وعبقريتهم , فبدأوا يوزعون الجوائز عليهم بالجملة كأفضل المفكرين والشخصيات في العالم !

فهذ مجلة فورين بوليسي تدرج جمع من العرب كأفضل مفكرين في العالم لعام 2011 ومنهم ,, البرادعي , وائل غنيم , محمد الغنوشي , توكل كرمان , خيرت الشاطر

كما منحت جائزة نوبل لليمنية توكل
كرمان !

وفتحت لها أبواب قصر الأليزيه في باريس ليستقبلها وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه استقبال الفاتحين

هكذا اكتشفت أمريكا والغرب أن العرب من أهم المفكرين في العالم , والبركة في الثورات ( الأمريكية ) !

بينما العرب يسطرون مرحلة لم يشهدها أسلافهم من قبل عنوانها ( سذاجة بلا حدود )

فهؤلاء الذين يكرمون الثوار العرب ويعلون من شأنهم , هم أنفسهم الذين قربوا ودعموا الرؤساء المخلوعين وأعلوا من شأنهم , فما الذي تغير ؟؟

لذلك لم تتردد هيلاري كلينتون بأن تقول ( وهي تستغفل العرب ) أن حسني مبارك خدعنا عندما أوهمنا أنه يقف سدا ضد التطرف

فالعرب إذا ابتعدوا عن الإسلام , لم يبق لهم إلا الدنيا يلهثوا خلفها ويسيروا خلف من يظنون أنه يمنحهم إياها , باسم العدالة والحرية وغيرها من الشعارات

لذا أرجو من الجميع ( خصوصا بعض المشايخ غير الأخوانيين ) الذين أيدوا الأخوان وخدعوا بهم ) أن يراجعوا مواقف الأخوان وتصريحاتهم ويدققوا فيها , ويعيدوا النظر في منهج الأخوان المسلمين .

وإن كانت هذه الدول تحكم بدكتاتورية علمانية سابقاً , فإنها ستحكم بديمقراطية علمانية باسم الإسلام !

أختم بكلام نفيس لشيخ الإسلام يصف فيه سلف هؤلاء

حيث يقول رحمه الله

( يقول بعض المتفلسفة إن المقصود بالدين مجرد المصلحة الدنيوية
وليس المقصود بالدين الحق مجرد المصلحة الدنيوية من إقامة العدل بين الناس في الأمور الدنيوية كما يقوله طوائف من المتفلسفة في مقصود النواميس والنبوات أن المراد بها مجرد وضع ما يحتاج إليه معاشهم في الدنيا من القانون العدلي الذي ينتظم به معاشهم لكن هذا قد يكون المقصود في أديان من لم يؤمن بالله ورسوله من اتباع الملوك المتفلسفة ونحوهم مثل قوم نوح ونمرود وجنكيزخان وغيرهم )

ثم قال ( وهؤلاء المتفلسفة الصابئة المبتدعة من المشائين ومن سلك مسلكهم من المنتسبين إلي الملل في المسلمين واليهود والنصارى يجعلون الشرائع والنواميس والديانات من هذا الجنس لوضع قانون تتم به مصلحة الحياة الدنيا ولهذا لا يأمرون فيها بالتوحيد وهو عبادة الله وحده ولا بالعمل للدار الآخرة ولا ينهون فيها عن الشرك بل يأمرون فيها بالعدل والصدق والوفاء بالعهد ونحو ذلك من الأمور التي لا تتم مصلحة الحياة الدنيا إلا بها ) ا.هـ. قاعدة في المحبة

سبحان الله , شيخ الإسلام كتب هذا قبل سبعة قرون ( أَتَوَاصَوْا بِهِ ) ؟؟

والله أعلم وأحكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق