Pages

Pages

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

إجماع المفسرين على وجوب غطاء وجه المرأة ( بالقول الصريح الذي لا يقبل التأويل )





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد

هذا بيان لإجماع مفسري القرآن الكريم على مر العصور على وجوب غطاء وجه المرأة وعلى رأسهم أئمة السلف من الصحابة والتابعين

وقبل أن أنقل أقوالهم أود أن أنبه إلى عدة أمور مهمة

الأول : أن وجوب النقاب جاء في آية الجلابيب , وهي آية محكمة نصت على وجوب الجلابيب على أمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين

الثاني : أن من استدل بجواز كشف وجه المرأة من كتب المفسرين وما جاء فيها من آثار الصحابة إنما استدلوا بتفسير ما جاء في قوله الله عز وجل ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا  ) الآية

واحتجوا بما جاء عن الصحابة والسلف في ذلك ومنه قول ابن عباس رضي الله عنه ( الوجه والكفين ) و ( الكحل والسوار والخضاب )

وهذا سوء فهم لكلام الصحابة

هذه الآثار لا تتناول المرأة خارج بيتها أمام الأجانب , إنما هي في ما يباح للمرأة إظهاره في بيتها أمام محارمها

يقول ابن عباس رضي الله عنه (  والزينة الظاهرة: الوجه، وكحل العين، وخضاب الكف، والخاتم؛ فهذه تظهر في بيتها لمن دخل من الناس عليها ) تفسير الطبري 259/17

ابن عباس يتكلم عن المرأة في بيتها , ومن أساؤوا الفهم ظنوا أنه يتكلم عن المرأة خارج بيتها أمام الأجانب وأغفلوا قوله ( لمن دخل عليها في بيتها )

سبحان الله إن كانت المرأة ستخرج أمام الرجال الأجانب كاشفة الوجه متزينة بالكحل ,ليس عليها إلا خمارها , فما الذي أسقطه الله عز وجل عن القواعد من النساء ؟؟؟
وأين أمر الله للنساء بالجلابيب ؟ ( إذاً هذا متعلق بشأن المرأة لمن يدخل عليها في بيتها )

والجلباب تلبسه خارج بيتها 


عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أتجلبب المرأة ولا خمار عليها؟ قال: «لا يضر»

رواه عبدالرزاق في مصنفه 5060

الحجاب الشائع اليوم (الذي هو خمار فقط مع سفور الوجه ) هو الحجاب الذي رخصه الله للعجائزلا للشابات والدليل على ذلك ما قاله المفسرون في تفسير قوله تعالى (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [النور : 60]

ومن الأدلة على ذلك ما جاء عن حفصة بنت سيرين

عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ ( كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ وَقَدْ جَعَلَتِ الْجِلْبَابَ هَكَذَا وَتَنَقَّبَتْ بِهِ فَنَقُولُ لَهَا رَحِمَكِ اللَّهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } هُوَ الْجِلْبَابُ قَالَ فَتَقُولُ لَنَا : أي شَىْءٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَنَقُولُ:{ وَأَنْ يَسْتَعْفِفنَ خَيْرٌ لَهُنَّ } فَتَقُولُ: هُوَ إِثْبَاتُ الْجِلْبَابِ ) رواه البيهقي في السنن الكبرى 13534

هذا يدل على أن كشف الوجه إنما هو لغير الشابة , وبشرط عدم التبرج ,

وفوق هذا لو غطت العجوز وجهها لكان خيرا لها ( والآن جعلوه للشابَّة !! )

أما الشابة فيجب عليها أن تستر وجهها أمام الرجال الأجانب


وقد حكى الإجماع على ذلك 


الغزالي والجويني وابن حجر و الموزعي وغيرهم



يؤكد سوء فهم القائلين بكشف الوجه للآثار ولما قاله المفسرون هذا الإجماع من المفسرين أن الجلباب يشمل غطاء الوجه ( كما سترى )

================================================================
================================================================

أقوال المفسرين في تفسير"إدناء الجلباب" وعلى رأسهم أئمة السلف من الصحابة والتابعين , وكلهم أجمعوا على أنه يغطي الوجه ولكن تنوعت صور التغطية , فمنهم من يرى أن تلفه على رأسها وترسل فضله ( بقيته ) على وجهها , ومنهم من قال تتقنع به وتظهر عينا واحدة

----------------

------------
--------
---
-

في تفسير قوله تعالى ( يدنين عليهن من جلابيبهن) عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية ( كانت الحرة تلبس لباس الامة فأمر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب : ان تقنع وتشده على جبينها ) رواه ابن جرير في تفسيره


عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال:(( كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فاذا قيل له قال : كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا احدى عينيها:{ذلك أدنى أن يعرفن} يقول : ذلك أحرى ان يعرفن )) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى

عن سعيد بن جبير في قوله:{يدنين عليهن من جلابيبهن} قال:(( يسدلن عليهن من جلابيبهن ، وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها )) أخرجه ابن أبي حاتم

عن عكرمة في تفسير قثوله تعالى ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) قال ( تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها ) أخرجه ابن المنذر وَابن أبي حاتم وابن أبي شيبه 

عن محمد بن سيرين قال ( سألت عبيدة السلماني عن قوله الله:( يدنين عليهن من جلابيبهن) فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه ) رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم

وعن محمد بن سيرين قال:(( سألت عبيدة عن هذه الآية:{يدنين عليهن من جلابيبهن} فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وَأخرَج عينه اليسرى من شق وجهه الايسر مما يلي العين ) رواه ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد

عن عاصم الأحول قال ( كنا ندخل على حفصة بنت سيرين، وقد جعلت الجلباب هكذا، وتنقبت به فنقول لها رحمك الله قال الله تعالى: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة} [النور: 60] هو الجلباب قال فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فنقول: {وأن يستعففن خير لهن} [النور: 60] فتقول: " هو إثبات الجلباب ) رواه البيهقي في السنن الكبرى 13534


أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) [الأحزاب : 59]
-------------------------------------------

تنبيه : قال الفيرزآبادي في تعريف القناع


تقول العرب: سفَرت المرأَةُ إِذا كشفت قِناعها عن وجهها

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز/ مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)


وقال : وأغْدَفَتْ قِناعَها: أرْسَلَتْهُ على وجْهِها / القاموس المحيط 840

----------------------------------------


1 - تفسير ابن جرير الطبري 

قال في تفسير قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين: لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن. ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن؛ لئلا يعرض لهن فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من قول/الطبري 324/ 20

ويقول الطبري في تفسير قوله تعالى ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ) الآية

ولا إثم أن يضعن ثيابهن، يعني جلابيبهن، وهي القناع الذي يكون فوق الخمار , والرداء الذي يكون فوق الثياب، لا حرج عليهن أن يضعن ذلك عند المحارم من الرجال وغير المحارم من الغرباء غير متبرجات بزينة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل / ا.هـ تفسير الطبري 216/19

-------------------------------------------

2- تفسير يحي بن سلام

قوله الله عز وجل (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

وَالْجِلْبَابُ الرِّدَاءُ تُقَنَّعُ بِهِ، وَتُغَطِّي بِهِ شِقَّ وَجْهِهَا الأَيْمَنَ، تُغَطِّي عَيْنَهَا الْيُمْنَى وَأَنْفَهَا.

تفسير يحي بن سلام القيرواني ,, المتوفى عام 200 هـ

-----------------------------

3- تفسير أبو بكر الجصاص المتوفى 370 هـ

قال في تفسير قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ الشَّابَّةَ مَأْمُورَةٌ بِسَتْرِ وَجْهِهَا عَنْ الْأَجْنَبِيِّينَ وَإِظْهَارِ السِّتْرِ وَالْعَفَافِ عِنْدَ الْخُرُوجِ لِئَلَّا يَطْمَعَ أَهْلُ الرِّيَبِ فِيهِنَّ

أحكام القرآن 486/3

--------------------------------------------

4- تفسير الثعلبي ( هذا غير الثعالبي المتأخر )

قوله تعالى  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

جَلَابِيبِهِنَّ أي يرخين أرديتهن وملاحفهن فيتقنّعن بها، ويغطّين وجوههن ورؤوسهن 


الكشف والبيان عن تفسير القرآن 
 64/8 ,,
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أبو إسحاق
,, المتوفى 427 هـ

--------------------------------------


5- تفسير أبو محمد القرطبي المالكي الأندلسي (المتوفى: 437هـ)

قوله تعالى  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

أي: قل لهن يرخين عليهن أرديتهن لئلا يشتبهن بالإماء في لباسهن إذا خرجن لحاجتهن فيكشفن شعورهن ووجوههن، ولكن يدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق.
قال ابن عباس في معناها: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب.


الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه 5869/9

=============================

6- تفسير الجرجاني  (المتوفى: 471هـ)

قوله تعالى  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

قيل: كانت الحرائر والإماء يخرجن من بيوتهن في زيٍّ واحد، وكان السفهاء يتعرضون للحرائر والنظر إلى وجوههن كما يتعرضون للإماء لا يميزون بينهن فيتأذى الحرائر بذلك .


دَرْجُ الدُّرر في تَفِسيِر الآيِ والسُّوَر 1424/3  أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني 


----------------------------------------

7- تفسير البغوي المتوفى 510 هـ


يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

جمع الجلباب، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار.
وقال ابن عباس وأبو عبيدة: أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجوهن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر.


تفسير البغوي 376/6

------------------------------------------

 8 -تفسير الزمخشري

يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

ومعنى يدنين عليهن من جلابيبهن يرخينها عليهن، ويغطين بها وجوههن وأعطافهن 
 يقال : 

إذا زل الثوب عن وجه المرأة: أدنى ثوبك على وجهك
إلى أن قال

والثاني: أن ترخى المرأة بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع حتى تتميز من الأمة.

الكشَّاف 560/3
 أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

----------------------------

8- تفسير ابن عطية
المتوفى 542هـ


( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن أمر الله تعالى رسوله عليه السلام بأمرهن بإدناء الجلابيب، ليقع سترهن ويبين الفرق بين الحرائر والإماء

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 399/4 , أبو محمد بن عطية الأندلسي المحاربي

----------------------------------

تفسير الفخر الرازي

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

وقوله: ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قيل يعرفن أنهن حرائر فلا يتبعن ويمكن أن يقال المراد يعرفن أنهن لا يزنين لأن من تستر وجهها مع أنه ليس بعورة لا يطمع فيها أنها تكشف عورتها فيعرفن أنهن مستورات لا يمكن طلب الزنا منهن .

  التفسير الكبير 184/25 
 أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)


----------------------------

تفسير القرطبي


قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

لما كانت عادة العربيات التبذل، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكرة فيهن، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن.

تفسير القرطبي 243/14

 أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)

----------------------------------

9- تفسير البيضاوي

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ , يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة .

تفسير  ناصر الدين أبو سعيد عبد الله البيضاوي المسمى  "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" 238/4

 (المتوفى 685هـ) 

---------------------------------------------
10- تفسير النسفي 

( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

الجلباب ما يستر الكل مثل الملحفة عن المبرد ومعنى يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جلابيبهن يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن يقال إذا زال الثوب عن وجه المرأة إذن ثوبك على وجهك ومن للتبعيض أي ترخي بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع

تفسير النسفي أبو البركات المتوفى 710 هـ

---------------------------

11- تفسير ابن جزي المتوفى 741 هـ

 يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )


كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن، فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن، ويفهم الفرق بين الحرائر والإماء





التسهيل لعلوم التنزيل 159-158 /2 أبو القاسم، محمد بن أحمد المشهور بابن جزي الكلبي الغرناطي



------------------------ 
12- تفسير ابن كثير

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

يقول تعالى آمرا رسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما، أن يأمر النساء المؤمنات -خاصة أزواجه وبناته لشرفهن -بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء. والجلباب هو: الرداء فوق الخمار. قاله ابن مسعود، وعبيدة، وقتادة، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعطاء الخراساني، وغير واحد. وهو بمنزلة الإزار اليوم.

قاله الجوهري: الجلباب: الملحفة، قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها:
تمشي النسور إليه وهي لاهية ... مشي العذارى عليهن الجلابيب 
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في 
حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة.
وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن} ، فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.
وقال عكرمة: تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها

تفسير ابن كثير 482-481/ 6

--------------------------------

13- تفسير البقاعي  

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )


يدنين) أي يقربن (عليهنأي على وجوههن وجميع أبدانهن، فلا يدعن شيئا منها مكشوفا . ا.هـ.
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور 

411/15
  برهان الدين البقاعي  المتوفى 885 هـ

-----------------------

14- تفسير أبي حيَّان الأندلسي



قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )





كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة، يقولون: حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء، بلبس الأردية والملاحف، وستر الرؤوس والوجوه، ليحتشمن ويهبن، فلا يطمع فيهن .

البحر المحيط في التفسير 504/8 
 أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745هـ)

----------------------------------

15- تفسير ابن رجب الحنبلي

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )




و"الجلباب ": قال ابن مسعود ومجاهد وغيرهما: هو الرداء، ومعنى ذلك:

أنه للمرأة كالرداء للرجل، يستر أعلاها، إلا أنه يقنعها فوق رأسها، كما 




يضع الرجل رداءه على منكبيه.

وقد فسر عبيدة السلماني قول الله عز وجل: (يدنين عليهن من جلابيبهن)

: بأنها تدنيه من فوق رأسها، فلا تظهر إلا عينها، وهذا كان بعد

نزول الحجاب، وقد كن قبل الحجاب يظهرن بغير جلباب، ويرى من المرأة

وجهها وكفاها، وكان ذلك ما ظهر منها من الزينة في قوله عز وجل:
(ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) .
ثم أمرت بستر وجهها وكفيها . ا.هـ.



روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي)  91/2

 زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي المتوفى 795 هـ

------------------------------

16- تفسير النيسابوري

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 ومعنى يدنين عليهن يرخين عليهن. يقال للمرأة إذا زل الثوب عن وجهها أدني ثوبك على وجهك. ومعنى التبعيض في من جلابيبهن أن يكون للمرأة جلابيب فتقتصر على واحد منها، أو أريد طرف من الجلباب الذي لها. وكانت النساء في أول الإسلام على عادتهن في الجاهلية متبذلات يبرزن في درع وخمار من غير فصل بين الحرة والأمة، فأمرن بلبس الأردية والملاحف وستر الرأس والوجوه .


غرائب القرآن ورغائب الفرقان 476/5

 نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري (المتوفى: 850هـ)

-------------------------


17- تفسير الثعالبي


قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

الجلباب: ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابن مسعود: أنه الخمار، واختلف في صورة إدنائه: فقال ابن عباس  وغيره: ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وقال أابن عباس أيضا وقتادة: ذلك أن تلويه على الجبين وتشده، ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه 


تفسير الثعالبي 359/4 
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (المتوفى: 875هـ)

------------------------------------


18- تفسير الجلالين


قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة {ذلك أدنى} أقرب إلى {أن يعرفن} بأنهن حرائر {فلا يؤذين} بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن .

جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)

----------------------------------------------------

19- تفسير الإيجي

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 الجلباب: رداء فوق الخمار تستر من فوق إلى أسفل، يعني يرخينها عليهن ويغطين وجههن وأبدانهن .


 تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن 367/3

محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الحسني الحسيني الإِيجي الشافعيّ (المتوفى: 905هـ)



---------------------------



20- تفسير السيوطي

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

ذكر السيوطي أقوال السلف الذي ذكروا صفة إدناء الجلباب في أنه يغطي الوجه ولا يسع هنا إيراد جميع ما نقل , ولكن انظر إلى تفسيره  ص 661/660 ج6 )

ومما أورده عن ابن عباس : 
 وَأدنى الجلباب: أَن تقنع وتشده على جبينها


وعن سعيد بن جبير 
 قَالَ: يسدلن عَلَيْهِنَّ من جلابيبهن
وَهُوَ القناع فَوق الْخمار وَلَا يحل لمسلمة أَن يَرَاهَا غَرِيب إِلَّا أَن يكون عَلَيْهَا القناع فَوق الْخمار وَقد شدت بِهِ رَأسهَا ونحرها

 الدر المنثور  661/660 -6

عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)


--------------------------------

21- تفسير النخجواني ( ويُعرف بالشيخ علوان )

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 يُدْنِينَ ويغطين عَلَيْهِنَّ أى على أيديهن وأرجلهن وعلى جميع معاطفهن مِنْ فواضل جَلَابِيبِهِنَّ وملاحفهن بحيث لا يبدو من مفاصلهن واعضائهن شيء سوى العينين بل عين واحدة

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية الموضحة للكلم القرآنية والحكم الفرقانية 2/163

نعمة الله بن محمود النخجواني، ويعرف بالشيخ علوان (المتوفى: 920هـ)

------------------------------------


22- تفسير الشربيني

قوله تعالى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )



يدنين} أي: يقربن {عليهن} أي: على وجوههن وجميع أبدانهن فلا يدعن شيئاً منها مكشوفاً . ا.هـ.




السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير 271/3

شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى: 977هـ)

-----------------------------------

23- تفسير أبي السعود 

قوله تعالى  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

الجلباب ثوبٌ أوسعُ من الخمارِ ودُونَ الرداء تلوبه المراة على راسها وتقي منه ما لرسله على صدرِها وقيل هي الملْحفةُ وكل ما يُتسترُ به أي يغطينَّ بها وجوههنَّ وأبدانهنَّ إذَا برزن لداعيةٍ من الدَّواعِي


تفسير أبي السعود / إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم 115/7
 أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ)

----------------------
24- تفسير المولى أبو الفداء

قوله تعالى  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 والمعنى يغطين بها وجوههن وأبدانهن وقت خروجهن من بيوتهن لحاجة ولا يخرجن مكشوفات الوجوه والأبدان كالإماء.

 روح البيان 240/7

 إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء (المتوفى: 1127هـ)



-------------------------------



25- تفسير ابو العباس بن عجيبة


قوله تعالى  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

أي: يُرخين على وجوههنّ من جلابيبهن فيغطين بها وجوهَهن. والجلباب: كل ما يستر الكل، مثل الملحفة، والمعنى: قل للحرائر يُرخين أرديتهن وملاحفَهن ويغَطين بها وجوههن ورؤوسهن


 البحر المديد في تفسير القرآن المجيد 462/4
أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الأنجري الفاسي
(المتوفى: 1224هـ)

--------------------------------------------------------------

26- تفسير الجاوي

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

 أي ثيابهن التي يلتحفن بها، ذلِكَ أي تغطي الأبدان أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ أي أحق بأن يعرفن أنهن حرائر، وأنهن مستورات لا يمكن طلب الزنا منهن، لأن من تستر وجهها لا يطمع فيها أن تكشف عورتها،



مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد 261/2


محمد بن عمر نووي الجاوي البنتني إقليما، التناري بلدا - هاجر إلى مكة وتوفي فيها - (المتوفى: 1316هـ)





-------------------------------




27- تفسير المراغي

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

الجلابيب: واحدها جلباب وهى الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار، يدنين: أي يرخين ويسدلن يقال للمرأة إذا زل الثوب عن وجهها أدنى ثوبك على وجهك

تفسير المراغي ص 36/ ج22
 أحمد بن مصطفى المراغي - مصري - (المتوفى: 1371هـ)

--------------------------------

28- تفسير السعدي

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )



 وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي: يغطين بها، وجوههن وصدورهن.


تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 671

عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ)

-----------------------------------

29- تفسير الشنقيطي

قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )



ومن الأدلة القرآنية على احتجاب المرأة وسترها جميع بدنها حتى وجهها قوله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن .





 أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
243/6
محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)

----------------------------------

30- تفسير شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي





قوله تعالى (  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )

والجلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترا تاما، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدا عن مكان التهمة والريبة

إلى أن قال

قال بعض العلماء: وقد يقال إن تأويل الآية على هذا الوجه، وقصرها على الحرائر، قد يفهم منه أن الشارع قد أهمل أمر الإماء، ولم يبال بما ينالهن من الإيذاء ممن ضعف إيمانهم، مع أن في ذلك من الفتنة ما فيه، فهلا كان التصون والتستر عاما في جميع النساء؟
والجواب، أن الإماء بطبيعة عملهن يكثر خروجهن وترددهن في الأسواق، فإذا كلفن أن يتقنعن ويلبسن الجلباب السابغ كلما خرجن، كان في ذلك حرج ومشقة عليهن، وليس كذلك الحرائر فإنهن مأمورات بعدم الخروج من البيوت إلا لضرورة

ومع ذلك فإن القرآن الكريم قد نهى عن إيذاء المؤمنين والمؤمنات جميعا، سواء الحرائر والإماء، وتوعد المؤذين بالعذاب المهين.. والشارع- أيضا- لم يحظر على الإماء التستر والتقنع، ولكنه لم يكلفهن بذلك دفعا للحرج والعسر. ا.هـ.

التفسير الوسيط للقرآن الكريم 245/11-246

شيخ الأزهر 

محمد سيد طنطاوي المتوفى 1431 هـ








---------------------------------------------



هذا إجماع مفسري القرآن من السلف الصالح والمفسرين المتقدمين والمتأخرين , على اختلاف الزمان والمكان والمذاهب بأن الجلباب يشمل غطاء وجه المرأة

علما أن هناك ضعف هؤلاء أو أكثر من المفسرين , لم أذكرهم , ولم أقف على قول مفسر واحد فسر آية الجلابيب بأنها لا تفيد غطاء وجه المرأة أو أنها تفيد كشف الوجه

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

------------------------------
صحيفة الرؤية السلفية - rslfi@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق