Pages

Pages

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الناس في حديثهم عن المؤامرة طرفان ووسط


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد

الناس في حديثهم عن المؤامرة على المسلمين طرفان ووسط

الفئة الأولى قالت : لا مؤامرة على المسلمين مطلقا وسخروا ممن يتحدث عن المؤامرة , وقالوا أن المسلمين مشكلتهم في تمسكهم بدينهم وعدم الاقتداء بالغرب

طبعا لا يقولونها بصريح العبارة هكذا , إنما يتكلمون عن ( الرجعية ) ( الماضوية ) ( التخلف ) وهم يقصدون الإسلام

هذه الفئة غالبا هم من المتأثرين بالفكر الغربي  , والحديث عن المؤامرة يُدينهم لأنه سيبين أنهم مجرد طابور خامس مطايا وعملاء للغرب , لذلك ينفون المؤامرة ويسخرون منها


الفئة الثانية قالت : هناك مؤامرة من الغرب ويعاونهم فيهم حكام المسلمين , بينما الشعوب المسلمة مقهورة لا ذنب لها ولا يد لها في هذا الشأن

هذه الفئة غالبا من الحركيين الإسلاميين الذي يقوم منهجهم على السعي للوصول إلى كراسي الحكم وتجميع الجماهير حولهم , لذلك يبرئون الناس لكي لا يتصادموا معهم


الفئة الثالثة قالت : هناك مؤامرة من أعداء الإسلام ( بشتى صنوفهم ) لكن سبب تمكن هذه المؤامرة هو بعد المسلمين عن دينهم , ولو أن المسلمين عادوا إلى دينهم لما ضرهم تآمر من تآمر عليهم , أي أن أساس المشكلة من عموم المسلمين لا ممن تآمر عليهم , والمتآمرون لا يفلحون لو لم يكن لدى المسلمين القابلية للتآمر عليهم


قال الله عز وجل ( الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) [النساء : 141]

قال تعالى (  إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ  ) الآية

وقال سبحانه ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت ) صححه الألباني

هذه الفئة هي فئة العلماء الراسخين أئمة الهدى من أهل السنة ومن أخذ عنهم

والله أعلم وأحكم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل

-------------------------

صحيفة الرؤية السلفية - تويتر

@rslfi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق